لطالما كانت باقة العروس أو مَسكتها من الأكسِسوارات الأساسية التي تزيد إطلالة الزفاف هيبةً ورونقاً. ورغم التطورات الكثيرة التي طرأت على الأعراس، إلا أنّ باقة الزهور لا تزال من العادات التقليدية التي لا يُمكن التخلي عنها ولكن يُمكن تعديلها لتتناسق مع تصميم فستان الزفاف ولونه وتفاصيله، إضافةً إلى ديكور الحفل وموضوعه. وبعيداً عن أسس اختيار باقة العروس، نغوص اليوم في تاريخ هذه الباقة وتقليدها. فكيف بدأت ولماذا؟
باقات ضدّ الشر
يعود أصل باقة الزهور إلى العهد القديم. ظهرت للمرة الأولى في عهدَي الرومان والإغريق. ولم تكن بالمعنى المتعارف عليه اليوم، بل كانت مجرد حزمة من الأعشاب والثوم والتوابل تصنع لأسباب خاصة بكل حقبة وعصر.
بالنسبة إلى الرومان، كان أول ظهور لباقة الزفاف على شكل إكليل من الأعشاب الطازجة التي توضع حول رقبة العروس تمثّلاً بالحياة الجديدة والأمل والخصوبة. أمّا سبب صنع الإكليل من الأعشاب ذات الرائحة القوية، فيكمُن في إعتقاد الرومان بأنّ هذه الروائح الزكية لها سلطات باطنية قادرة على إبعاد الأرواح الشريرة والحظ السيء والأمراض عن العروس وزوجها.
أمّا في العصر الفيكتوري، فقد كانت باقة العروس عبارة عن رسائل ضمنية بما أنّ لكل زهرة معنى خاصاً بها. وبمعنى ثانٍ، الباقة هي رسول المحبة السري بينَ الأفراد.
عادات وتقاليد… وحماية لفستان الزفاف
تعود عادة رمي العروس باقتها إلى القرن الرابع عشر عندما إبتدع الفرنسيون فكرة الحصول على قطعة من ملابس العروس لجلب الحظ الطيب للشخص الذي يلتقطها. وكان الفرنسيون يعتقدون في الماضي أنَّ هذه الأشياء التي تتعلق بالعروسَين قد تجلب الحظ لمقتَنيها إلى درجة أنَّ المدعوين كانوا يقومون بقطع جزء من فستان العروس لإعتقادهم بأنّهم سيشاركونها الحظ أو النصيب.
وتجنباً للمعاملة السيئة التي كانت العروس تلقاها وقت ذاك حيث كان الضيوف يعمدون إلى تمزيق فستانها ليحصل كل واحد على جزء منه، خرجت حيلة إلقاء الباقة لحماية الفستان من التمزق ولإرضاء المدعوين.
ومع مرور السنوات، تطور ذلك الإعتقاد وبات اليوم المعنى السائد أنّ من تستطيع إلتقاط الباقة بينَ يدَيها من العازبات المدعوات ستتزوج بعدَ العروس مباشرةً.
مشاهير
ولعلّ أشهر باقة زفاف خلال السنوات الماضية الأخيرة كانت في العام 1981 مع الأميرة الراحلة ديانا في حفل زواجها من الأمير تشارلز. وقد بلغَ طولها حوالي مئة سنتمتر ووزنها ثلاثة كيلوغرامات، وكانت مصنوعة من الغاردينيا والفريزيا وزنابق الوادي والورد.
Sent from my BlackBerry® from Vodafone
No comments:
Post a Comment